افرجت السلطات ظهر الثلاثاء عن موقوفين من أبناء محافظة الطفيلة تم اعتقالهم فجر الثلاثاء وفق ما ابلغ "عمون" النائب حازم العوران..
واوعز رئيس الوزراء معروف البخيت إلى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور بالافراج عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم فجراً على خلفية الاعتصام الذي نفذ الاثنين ..بعد أن رفض العشرات مغادرة مبنى المحافظة والتلويح بالتصعيد ..
وابلغ محافظ الطفيلة سليم الرواحنة ظهر الثلاثاء أهالي المعتقلين الافراج عن ابنائهم ..
وقال النائب العوران لـ "عمون" إن العديد من شيوخ ووجهاء ونواب محافظة الطفيلة اجروا اتصالات مع رئيس الوزراء د. معروف البخيت ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور ومدير الامن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي وتم الافراج عن المعتقلين ..
وبين العوران ان سوء فهم قد حصل بالنسبة لمجموعة من الشبان الذين تجمهروا امام المحافظة ظهر الاثنين عند زيارة رئيس الوزراء للمدينة ، لكن كان لديهم رغبة بلقاء جلالة الملك بدلا من رئيس الوزراء لطرح مشاكل الطفيلة الكثيرة عدا عن ان غالبيتهم عاطلين عن العمل..
واشار الى انه تم منع موكب رئيس الوزراء من الوصول الى مبنى المحافظة لعقد اجتماع الاثنين وانتهى الامر عند هذا الحد بعد أن تم نقل مكان انعقاد الاجتماع الى مستشفى الامير زيد العسكري ..
وأضاف " على خلفية تلك الاحداث تم اعتقال عدد من الشبان فجرا على الرغم من ان اعتصامهم لم يحدث فيه أي اشتباك او تخريب "..
وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة الطفيلة شنَت حملة اعتقالات شملت (7) مواطنين وفق تقديرات أمنية بينما يقول الأهالي أنه تم اعتقال بين (16 - 22) مواطناً..
وتجمهر العشرات من أبناء الطفيلة أمام دار المحافظة بعد سماعهم خبر الاعتقالات وبدأ تحرك على مستوى شيوخ ووجهاء عشائر الطفيلة بعد أن تم تنفيذ حملة الاعتقالات حيث أثار تصرف الأمن حفيظتهم ..حيث اعتقلت القوات الامنية من اسمتهم "مطلوبين" من منازلهم وآخرون تم اعتقالهم من اماكن عملهم والمستشفى.
وقال مصدر أمني في الطفيلة لـ "عمون" أن الأجهزة كانت تبحث عن (20) شخصاً حرضوا على الإعتصام ظهر الاثنين أمام دار المحافظة وقد تم اعتقال (7) أشخاص منهم بتهمة اخلال الأمن والنظام على أساس تحويلهم الى محكمة امن الدولة.
وعقد نواب محافظة الطفيلة اجتماعا طارئا تشاوريا في دار البرلمان في عمان لاتخاذ قرار على ضوء ما جرى من اعتقالات في المدنية وفق ما ابلغ "عمون" النائب عبد الرحمن الحناقطة.
واجرى عدد من النواب اتصالات بمحافظ الطفيلة سليم الرواحنة .. وأكد النائب الحناقطة للرواحنة أنه يجب إنهاء هذه القصة لئلا تتطور ، منتقداً الاعتقالات التي وقعت بعد انتهاء الموضوع يوم الاثنين .والأسلوب الذي لجأت اليه قوى الأمن .
وكرر الحناقطة للمحافظ ما قاله لرئيس الحكومة معروف البخيت (الاثنين) أنه اذا كانت زيارات رئيس الوزراء ستخلق مشاكل فلا نريدها وان الاعتقالات ستؤدي الى مراحل سيئة .. ووعد محافظ الطفيلة الرواحنة النائب بالتصرف واجراء ما يلزم لانهاء التصعيد الذي حصل ..
وكان العشرات من أبناء المدينة اقتحموا مبنى محافظة الطفيلة وسط المدينة دون ان يتصدى لهم أحد ودخلوا حرم المبنى ، وتفاوض شيوخ ووجهاء مع المحافظ لطي الصفحة بحضور النائب حازم العوران الذي رفض الخروج من دار المحافظة قبل اتخاذ قرار بالافراج عن المعتقلين.
ويقول أبناء الطفيلة ان عدد المعتقلين في الحملة بين (16 - 22) شخصاً اصيب خلالها شخصان بعد رفضهما الخروج من المنزل عند الفجر .. بينما برر محافظ الطفيلة الاعتقالات بالقول ان الامر جاءه من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور وعند اتصال النائب حازم العوران بالوزير ابلغه بان الامر من رئيس الوزراء..
وفي كلمة له امام المحافظ وبين عدد من المتجمهرين انتقد النائب العوران الأوصاف التي يطلقها الحكام الاداريون على بعض الشبان ووصمهم بحرق اكواخ الشرطة التي وقعت قبل نحو سنتين ليتم التعامل معهم على أساس أنهم (زعران) ..
وبين أن اكواخ شرطة احترقت في مناطق كثيرة في محافظات المملكة ولم يتم التعامل مع حارقيها كما تم مع أبناء الطفيلة .. مطالباً بالإفراج الفوري عن أبناء المحافظة الذين تم اعتقالهم.
والتقى الوزير والنائب الأسبق عبد الله العكايلة وزير الداخلية سعد السرور عند ساعة الظهر في مكتبه بالوزارة وابلغه بضرورة الإسراع في إخماد أي تحرك في المحافظة كون الوضع ملتهب وفق ما ابلغه المواطنون في الطفيلة ..
وقال العكايلة " ابلغني عدد من أبناء المحافظة أن الوضع ملتهب وتوجد اعتقالات ومطاردات لآخرين " ، مشدداً على ضرورة الافراج عن المعتقلين ووقف الملاحقات ..وقال " المفروض تنتهي بسرعة الأمور ولا نريد تصعيد وهيبة الدولة لا تتأتى بزيادة الاحتقان ..ويجب أن لا يطول الامر"..
وبين أن زيادة الاحتقان عند أبناء المحافظة تعود لأسباب عدة حيث أن احوالهم المعيشية صعبة .. والفساد الذي يسمعوا عنه والتراكمات الاقتصادية وفقدان الثقة بالحكومة وعوامل اخرى افقدت الناس على اي صبر ..
وحمل شيوخ ووجهاء ونواب الطفيلة المحافظ سليم الراوحنة مسؤولية ما جرى منذ البداية وحتى حملة الاعتقالات .. وكان قد انسحب المحافظ من اللقاء العام الذي جمعه بعدد كبير من أبناء المحافظة لكي يجري اتصالاته مع عمان لاتخاذ قرار حول ما يجري ..
إلى ذلك نفذ ناشطون شبابيون اعتصاما ظهر الثلاثاء أمام مبنى رئاسة الوزراء للتنديد بالاسلوب الذي تستخدمه الحكومة في التعاطي مع المواطنين ..حيث تلجأ الى القبضة الحديدية في إسكات الناس - على حد وصفهم- ، كما اكد المعتصمون على تأييد مطالب محتجي الطفيلة، وعبروا عن احتجاجهم لاعتقال عدد منهم.
ورفع المعتصمون شعارات من بينها "اعتقلوا شاهين مش أحرار الطفيلة"، و"الفساد أسوأ من الاحتلال".
وكان العشرات تجمعوا أمام مبنى محافظة الطفيلة قبيل زيارة رئيس الوزراء ظهر الاثنين ما حدا بالبخيت تغيير مسرب سيره ونقل الاجتماع الى المستشفى العسكري.
وطالب المعتصمون باقالة الحكومة ومحاسبة المتورطين بقضية "تهريب خالد شاهين " .. وإسقاط محافظ الطفيلة ومدير جهاز أمني.
كما اعرب المتجمهرون عن عدم ترحبيهم بزيارة رئيس الوزراء مطالبين بزيارة ملكية للطفيلة ، وقالوا أن الرئيس البخيت رخَص كازينو في حكومته السابقة وهذا الأمر يشكل عاراً للأردنيين الشرفاء ..كما أن الطفيلة تعد من المحافظات المحرومة ونسبة البطالة والفقر فيها مرتفعتين فضلاً عن الهجرة التي استنزفت الكفاءات من أبناء المحافظة التي تعد من أبرز المحافظات الطاردة للسكان وتفتقر لمقومات العيش.
ويطالب المحتجون بالافراج عن اكثر من 50 معتقلا على خلفية حوادث احراق اكواخ الشرطة قبل عام.. وقالوا أن الحكومة المحلية جمعت (50) شخصا للقاء البخيت بينما يحضره المئات في محافظات أخرى ، كما أنهم ابدوا اعتراضهم على تقديم نفس الشخصيات من أبناء المحافظة طوال السنوات في كافة الزيارات والمناسبات المهمة وهمشت بقية أبناء المحافظة ، لتنال تلك الشخصيات إمتيازات على حساب الآخرين - على حد وصفهم - .
